تعرضت معظم البيوت المصرية فى الفترة الأخيرة لضغوطات اقتصادية، وانخفاض الموارد المادية، ومن ثم يقع العاتق على الزوجة أو الأم لأنها العمود الرئيسى فى البيت، ونصحت رحاب العوضى، خبيرة العلاقات الأسرية والتنمية البشرية، كل الأمهات بأن تراجع موارد المنزل المادية وتتحدث مع أولادها بهدوء عن التغيير الذى حدث فى الميزانية وتخبرهم أن هناك بعض الأشياء قد نستغنى عنها.
وأشارت إلى أن الأم يجب أن تفكر فى زيادة مواردها المادية فى البيت ودون الخروج، ولهذا الهدف شقين: هو أن توفر الأم على نفسها وأن تزيد دخلها فإذا تعلمت الأم الحياكة أو الخياطة يمكنها أن تحيك أشياء ولو بسيطة لأولادها أو أن تحيك الملابس التى تحتاج إلى تضييق أو توسيع ويمكنها أن تساعد جيرانها ومعارفها أو تتعلم شغل التريكو والتطريز والعقود اليدوية والرسم على الزجاج، لأنها ستوفر على نفسها الشراء.
وأضافت أن الأم يمكن أن تبيع لغيرها من خلال عمل الحلويات أو الطهى للغير أو عمل المفارش أو بيع الملابس من البيت أو تعلم السيدة التى تقود سيارة سيدة أخرى لا تعرف القيادة مقابل أجر، مشيرة إلى أن هذا الأمر يدل على الشجاعة فى مواجهة الظروف الجديدة لتدبير ميزانية المنزل، ولا يدل على الفقر أو الاحتياج.
وأكدت أن كل أم يجب أن تفهم المواد الدراسية الخاصة بأطفالها وتعيد شرحها لهم بدلا من الدرس الخصوصى ويمكنها أن تذاكر لغة تتقنها مثلا: للجيران أو أن تتعلم إصلاح الدش وترتيب القنوات لأن ذلك يفيدها ويوفر عليها ويمكنها من مساعدة غيرها.
وشددت على أن الأم عند صناعتها لشئ فى بيتها لأولادها فإنهم يشعرون بسعادة بالغة ويفتخرون أنهم يرتدون شيئا من صنع والدتهم، مضيفة أن المجتمع يجب أن يتخلى عن نظرتة للسيدة التى تعمل فلا يصح أن نقول على من تبيع أو تحيك الملابس أنها “دلالة” لأنها إنسانة تعتمد على نفسها وكم من زعماء ربتهم أمهات تبيع فى السوق، لأن الفيصل فى التعامل هو الأخلاق والاحترام لنفس الفرد وغيره.
وأوضحت رحاب العوضى أن الأم يجب أن تتعلم حفظ القرآن وتعلمه لصغارها أو تساعد فقيرا فى الحى على مذاكرة دروسه مع مساعدتها لأولادها أو مساعدة أم مسنة فى شراء مستلزمات البيت.
وأكدت قائلة “الأم الشجاعة والزوجة هى التى تتحمل الظروف فليس بالمال وحده يحيا الإنسان، ولكن بالترابط والتعاون والرحمة وأن الأم القوية هى التى تتحمل وتفكر فى الحلول البديلة وعلى المجتمع احترامها لأنها تقوم بعمل شريف يساعدها هى وعائلتها فلها الاحترام والتقدير”.
