لقد سعدت كثيراً عندما ذهبت إلى الاستفتاء بهذه الروح المصرية الجميلة والمتأصلة في وجداننا منذ القدم ورأيت من السماحة بين الناس عندما قدموا كبار السن ومن معه أطفال
صغار لأولوية التسجيل..وكدت أنتهزها فرصة لكي انشر فكرة زراعة أسطح المنازل لولا أني وجدت أننا لابد في البداية من تنظيف الأسطح نفسها ،فكما نظفنا الطرقات وقمنا
بدهن الرصيف والحوائط فلماذا لا ننظف أسطح منازلنا ،بل ولماذا لا نزرعها؟!!
لقد أرقني مانشيت قرأته عما تمر به مصر في هذا الوقت العصيب بخصوص المخزون الإستراتيجي للقمح ،وأنه لن يكفي إلا لشهرين فقط!!..ثم قدحت زناد فكري
بخصوص هذه المشكلة القومية وتوصلت لحل ولا أدري هل ستوافقونني الرأي أم لا ؟ ألا وهو أن نقوم بزراعة أسطح المنازل بالخضروات الورقية والطماطم والكوسة وما
يصلح للزراعة المنزلية على أن تترك الأراضي لزراعة القمح والزراعات الإستراتيجية الأخرى!!
لقد وجدت أن الفكرة مطبقة بالفعل في كثير من البلدان ويطلق عليها اسم الزراعة النظيفة..حيث أنها لا تستخدم الكيماويات فتنتج ثمار صحيحة خالية من الكيماويات الزراعية
والمبيدات فإذا كان غذائك صحتك ؛فمن الأولى الحرص على سلامة هذا الغذاء فيكون خالياً من أي كيماويات.
وستساعد هذه التقنية على تنقية الهواء وتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون فتقلل من حرارة الجو ،وسوف تعمل على تجميل مظهر مصر للسائحين عندما ينظرون إليها وهم قادمون
في الطائرة فتشتاق إليها نفوسهم أكثر وأكثر،بجانب أنها تجنب سكان الأدوار الأخيرة من المعاناة من الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة في فصل الصيف، وماذا لو شارك النشء
الجميل من أطفالنا في مباشرة المحاصيل؟ ،فسوف يساعد ذلك على اتساع مداركهم ويزيد من انتمائهم لمصر، ودعونا نستبشر بانخفاض الأسعار خاصة الطماطم!!
سوف يفكر البعض في أن البلد غير آمنة في الوقت الحالي وأننا لا نعرف من سيصعد إلى سطح منزلنا هل هم أهل ثقة أم ماذا؟!! سأقول لهم لقد قربت اللجان الشعبية بين
الناس دون قصد وتعارف الجيران فيما بينهم وأخص الشباب وآباءنا ممن هم على المعاش ،وبالطبع بالتعاون مع حراس العقار،هؤلاء هم أصلح الناس لمباشرة هذا العمل
القومي..فلماذا لا يتعاون شباب الحي فيما بينهم ويقسموا أنفسهم مجموعات..مجموعه تتولى عملية تنظيف الأسطح واستخدام أي خشب قديم لعمل طاولات للزراعة عليها ،
مجموعة أخرى بإحضار الشتلات وكتيبات الإرشادات وتسويق المحصول فيما بعد وأخرى تتولى مباشرة الزراعة والري وهكذا..ولا ألقي عاتق الزراعة على الشباب فقط
وإنما وزارة الزراعة عليها دوركبيروهو مباشرة المزروعات وتقديم يد العون لهذه الفكرة ونشر الشتلات وتيسيرالحصول عليها مع التشجيع للشباب المستمر وشراء الفائض من
المحاصيل ..وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم (لان تحتطب على ظهرك خيراً لك من أن تسأل الغير أعطوك أم منعوك ) إننا لا نريد أن نسأل الغير منح أو عطايا أو مساعدات ؛فتعالوا يا أهل مصر نستكمل مسيرة التعاون البناء فيما بيننا لننهض بمصرنا أمنا الحبيبة
كاتبة الموضوع :سها عبد الجليل
من موضوعات المسابقة.
